قام احد التجار بإرسال ابنه لكي يتعلم سر السعادة لدى احد الحكماء, مشى الفتى مايقارب شهر ونصف حتى وصل ذلك القصر الجميل على قمة الجبل .. حيث يسكن الحكيم. وعندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعا كبيرا من الناس .. انتظر الشاب ساعتين حتى يحين دوره، وحين اقترب منه وتحدث اليه ،
انصت الحكيم بانتباه إلى الشاب ثم قال له :
الوقت لا يتسع الان!
وطلب منه بأن يقوم بجوله داخل القصر ويعود لمقابلته بعد ساعتين ..
واعطى الحكيم الفتى ملعقة وفيها نقطتين من الزيت :
فقال له: امسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك , و احذر ان ينسكب منها الزيت .
اخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبتا عينيه على الملعقة ثم رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله :
هل رأيت السجاد الفارسي في غرفة الطعام ؟... الحديقة الجميلة ؟...وهل استوقفتك المجلدات الانيقة في مكتبتي ؟
ارتبك الفتى واعترف له بأنه لم يرى شيئا, فقد كان همه الاول الا يسكب نقطتي الزيت من الملعقة ..
فقال الحكيم :
ارجع و تعرف على معالم القصر ..
فلا يمكنك ان تعتمد علي شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه .. عاد الفتى يتجول في القصر منتبها الى الروائع الفنية المعلقة على الجدران .. شاهد الحديقة و الزهور الجميلة .. وعندما رجع الى الحكيم قص عليه بالتفصيل ما رأى .
فسأله الحكيم :
ولكن اين قطرتا الزيت اللتان كانت معك ؟
فنظر الفتى الى الملعقة فلم يجد قطرتا الزيت .
فقال له الحكيم :
تلك هي النصيحة التي استطيع ان اسديها اليك: (( سر السعادة هو ان ترى روائع الحياة وتستمتع بها دون ان تسكب ابدا قطرتي الزيت )) .
فعرف الفتى ما يقصده الحكيم.
فالسعادة هي الوسطية و الاعتدال و الاتزان في حياتك و أن تعطي كل ذي حقٍ حقه.
فالسعادة هي الوسطية و الاعتدال و الاتزان في حياتك و أن تعطي كل ذي حقٍ حقه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق