تجارة و مهن بعض الانبياء و الصحابة رضي الله عنهم

ذكر الله عز وجل لنا في القرآن بعض من صور حياة الأنبياء و الرسل، و أشار إلى بعض المهن التي احترفوها ثم استخدموها لتساعدهم في حياتهم و في إتمام رسالتهم. فنرى نوح عليه السلام عمل في النجارة و استطاع بناء السفينة التي كانت سببا في نجاتهم من الغرق بعد رحمة الله بهم، يقول عز وجل ﴿ وَيَصْنَعُ الْف ُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ﴾ )هود: 38(

أيضاً ذكر الله سبحانه وتعالى نبي الله داود عليه السلام أنه كان حدادا، قال تعالى: ﴿ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ ( سبأ : 10 – 11(

وأخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بأن زكريا كان نجارا، و كان عليه الصلاة و السلام يرعى الغنم على قراريط لأهل مكة، وكان يَعمل في التجارة، فيُسافر ويَتعب؛ مِن أجْل تحصيلِ الرزق الحلال، وعلى الرغم مِن مكانتِهم العالية، وحَمْلِهم لأمانة الدعوة، إلا أنهم كانوا يعملون بأيديهم، ويكسبون رزقهم من خلال هذه الاعمال.

وكان صلى الله عليه وسلم يحث على طلب الرزق والكسب الحلال؛ فيقول صلى الله عليه وسلم: ((ما أَكَل أحدٌ طعامًا قطُّ خيرًا مِن أن يأكُل مِن عَمَلِ يَدِه، وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ عليه السلام كان يأكُل مِن عَمَلِ يَدِه))؛ رواه البخاري، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: (لأنْ يحتَطِبَ أحدُكم على ظهره، خيرٌ مِن أن يَسأل أحدًا فيُعطيه أو يمنعه) ؛ رواه البخاري.

نسمع عن كثير من الصحابة و عن مكانتهم العالية في المجتمع، و لكن هل خطر على بالك ماذا كانت مهنهم و حرفتهم، إليكم هذه القائمة من الصحابة رضي الله عنهم و أعمالهم التجارية:

1.        تجارة الثياب (بزّار)  ابو بكر الصديق و عثمان بن عفان و عبد الرحمن بن عوف و طلحة بن عبيد الله التيمي رضي الله عنهم.
2.      صناعة السهام سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
3.      الجزارة الزبير بن العوام و عمرو بن العاص رضي الله عنهما
4.      الخياطة عثمان بن طلحة و قيس بن مخرمة رضي الله عنهما
5.      النجارة عتبة بن أبى وقاص رضي الله عنه
6.      الزيت و الجلود أبو سفيان بن حرب رضي الله عنه
7.      الحدادة خباب بن الأرت رضي الله عنه
8.      الحلاقة سلمان الفارسي رضي الله عنه

كانوا رضي الله عنهم يطلبون الرزق و يسلكون طرقاً لكسب معيشتهم بدون كسل و لا تواكل، فمنهم التاجر و منهم العامل و منهم الخادم و منهم الراعي الى غير تلك من المهن التي تساعدهم في حياتهم، فجعلتهم أهل عفة و كرامة و اكتفاء و اعتمادية بعد الله على أنفسهم و نفعاً لغيرهم.