أهمية إدارة الأسرة

من أهم المسؤوليات في المؤسسة العائلية هي أن يكون رب الأسرة هو القدوةً الحَسنة بين جميع أفرادها، وأن يكون خيرَ مثل يقتدون به في كلِّ شيء؛ حيث إنه بأخلاقه تلك سوف يتمكن من أن يغرسَ في أبنائه وأفراد أسرته ما لا يمكن للمدارس والمؤسَّسات التعليمية أن تغرِسَه في نفوس الأطفال والطلاب.

أيضا لا بد من توافُر عامل التوازن داخل الأسرة، إذ ينبغي أن يكون ربُّها متوازنًا في جميع تصرُّفاتِه مع كل أفرادها، سواء تمثَّل هذا في مدح أو نقد، أو رضا أو غضب، فعليه أن يُخرج دائمًا عواطفه الصادقةَ عندما يتعامل معهم جميعا وأن يظهر حبه لهم مهما كان مشغولا.

هذا ونجد أن كثيرًا من الناس يُهمِلون جانبَ المرَحِ واللعب مع أبنائِهم وأسرهم، رغم أنه أمرٌ من الضروري أخذُه بعين الاعتبار، فلا بد لأي رب أسرة من أن يوفر بعضٍ من الوقت من أجل المرَحِ والترفيه مع أفرادها، حيث تبقى هذه من أهم المسؤوليات التي عليه الالتزام و الاهتمام بها.

ولأن الأسرةَ تعد كيانًا إداريًّا من الواجب أن تكونَ له خططه التي تساعد على إدارتِه بصورة ناجحة في مختلف النواحي. فهي مؤسسة مستقلة ذات كيان منظم، يعتمد أساسه على صلة مربوطة و معلقة بعرش الرحمن الا وهي الرحم، فمن قطعها و أساء لها، اختلت تلك المنظومة. فهي أسرة سوار يحيط بها من جميع نواحيها من أبوة و أمومة و أخوة تقوم على أساس الزوج و الزوجة الصالحة لتحقيق الهدف المرجو من تأسيس هذه العائلة أو المؤسسة بكل كفاءة و فعالية.

و تعتبر الأم هي نواة نجاح هذه المنظومة في صلاح و تدبير شؤونه الادارية الداخلية. ففي تنظيمها القيادي و الإداري توجيه منظومة الأسرة بكاملها لتسلك الاتجاه الصحيح أو الشمال الحقيقي في البوصلة العائلية. و كما قال الشاعر:

إذا لم تكن في منزل المرء حرة           تدبره ضاعت مصالح دارهِ

وتذكر أن القراءة والاطِّلاع وحدهم لن يحقِّقوا إدارتك الصحيحة لأسرتك، وإنما يتوجَّبُ عليك معهما أن تبدأ في التطبيق الفِعلي لكل ما تقوم بقراءته على أفرادها و أن تضعها في قائمة المسؤوليات الأسبوعية في مدونتك.